طرق تأخير الدورة الشهرية

   تلجأ العديد من النساء إلى طرق مختلفة لتأخير موعد الحيض لديهن لأسباب كثيرة، فما هذه الطرق وكيف تعمل؟ وما تأثيرها على الصحة؟

أسباب تأخير الدورة الشهرية

   هناك أسباب كثيرة تدعو المرأة إلى السعي لتأخير الدورة، وهذه الأسباب منها ما هو ضروري ومنها ما هو غير ضروري، ومن هذه الأسباب:

• موعد الزفاف: إذا كان لدى المرأة شك في أن الدورة الشهرية ستأتي في موعد الزفاف، فتضطر إلى أخذ حبوب لتأجيلها قليلًا في الأيام الأولى بعد الزفاف.
• السفر والعطلات: أيضًا تفضل النساء ألا تأتي لهن الدورة الشهرية خلال السفر والعطلات، وبالتالي يلجأن لوسائل تأخيرها.
• الصيام في شهر رمضان: تنزعج بعض النساء من الإفطار في شهر رمضان، ولذلك تبحث عن وسيلة لعدم قدوم الدورة الشهرية خلال هذا الشهر.
• الشعور بآلام شديدة أثناء الدورة: وهذه الآلام تكون غير محتملة، مما يجعل المرأة تبحث عن وسيلة لتأخيرها، وخاصةً إذا كانت مريضة أو تمر بحالة نفسية سيئة.
• حدوث الدورة أكثر من مرة شهريًا: حيث تعاني بعض النساء من عدم انتظام الدورة، ويمكن أن تأتي لأكثر من مرة شهريًا، مما يضطرها لتناول حبوب تساهم في تأخير قدومها.

تأخير الدورة الشهرية: هل هو آمن؟

   تتوفر العديد من الطرق التي تساعد في تأخير الدورة الشهرية، فيمكن أن تتناول المرأة أدوية تؤخر حدوث الدورة، ولكن هناك بعض الأمور التي يجب الانتباه لها قبل تأخير نزول الدورة؛ لأنها قد تشكل خطورة على صحة المرأة.

   وبشكل عام لا يجب على المرأة اللجوء لتأخير الدورة الشهرية إلا في الحالات الضرورية، ويجب أن يكون هذا بمتابعة ووصف من الطبيب حتى لا تؤثر على الصحة الجنسية والتناسلية لدى المرأة وتؤدي لاضطراب الهرمونات في الجسم.

كيف تحدث الدورة الشهرية؟

   قبل الحديث عن تأخير الدورة دعونا نتطرق لكيفية حدوث الدورة الشهرية، أولاً تفرز البويضة هرمون الاستروجين مع بداية نزول الدورة الشهرية، وهو الذي يؤدي إلى نمو بطانة الرحم، في حالة عدم تلقيح البويضة، تنخفض نسبة هرمون البروجستيرون، بالتالي تضعف بطانة الرحم وتنفصل ويحدث نزول الحيض، نفهم من ذلك أن تأثير الاستروجين هو في النصف الأول من الشهر، والبروجستيرون يكون في النصف الثاني من الشهر إذا لم يحدث الحمل، فكيف يمكن تأخير الدورة الشهرية؟

وسائل وطرق لتأخير الدورة الشهرية

   هناك طرق مختلفة تلجأ إليها النساء لتأخير موعد الحيض، ومع أنه ما من وسيلة تضمن تأخير الحيض تمامًا، إلا أن هناك بعض الطرق التي قد تكون مفيدة:

الطريقة الأولى: استخدام دواء نوريثيستيرون (Norethisterone)

   دواء نوريثيستيرون عبارة عن دواء ينتمي إلى عائلة البروجيسترون، وعادة ما يتم استخدامه لعلاج بعض الأمراض المختلفة، مثل: (عدم انتظام الحيض، متلازمة ما قبل الحيض، الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis)، سرطان الثدي).

كيف يعمل دواء نوريثيسيترون على تأخير الحيض؟

   يحافظ هرمون البروجستيرون على بطانة الرحم لتثبيتها حتى لا تنزل الدورة بفعل هرمون الاستروجين، ويُستخدم هذا الدواء لتأخير الحيض بعد استشارة الطبيب والقيام بالفحوصات اللازمة لضمان السلامة، حيث يقوم الطبيب بشرح طريقة استخدام هذا العلاج والفترة الملائمة لتناوله وطولها، ويبين فيما إذا كان الدواء لا يؤثر على الصحة.

الطريقة الثانية: استخدام حبوب منع الحمل المركبة

   حبوب منع الحمل المركبة (Combined contraceptive pill) هي الحبوب التي تحتوي على هرمون الإستروجين والبروجسترون، وتساعد في تأخير الدورة لمدة 7 أيام، وغالبًا ما يتم أخذ عبوتين متتاليتين من هذا الدواء لتأخير الدورة، فيؤدي أخذ هذا الدواء إلى الحفاظ على مستويات الإستروجين والبروجستيرون في الجسم، مما يمنع بطانة الرحم من السقوط.

   وعند التوقف عن تناول هذا الدواء، فسوف تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها، ولا تكون هذه الحبوب خطرة إلا في حالة تناولها لفترات طويلة، ولكن من مخاطر تأخير الدورة الشهرية بهذه الطريقة أنها قد تسبب الشعور بالانتفاخ أثناء تناولها، وكذلك حدوث نزيف مفاجئ، ولذلك لا ينصح بأخذها إلا باستشارة الطبيب.

تتكون علبة حبوب منع الحمل من 28 حبة:

• 21 حبة منع حمل فعالة ونشطة.
• 7 حبات من منع الحمل في العلبة نفسها تكون غير فعالة ونشطة.

   يجب تناول الحبوب الفعالة والنشطة فقط، وليست الفارغة وغير الفعالة (Placebo) ويمكنك معرفتها بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي.

الطريقة الثالثة: استخدام حبوب منع الحمل الغنية بمادة اثينيل استراديول

   يمكن استخدام بعض أدوية منع الحمل التي تحتوي على مادة اثينيل استراديول لتأخير الدورة لمدة تصل إلى 17 يوم، ويتم البدء في أخذها قبل ثلاثة أيام من موعد الدورة الشهرية، ويمكن الاستمرار في أخذها لمدة عشرين يومًا كحد أقصى، وتأتي الدورة الشهرية بعد التوقف عن تناولها بيومين إلى ثلاثة أيام.

   يحتوي هذا الدواء على هرمون البروجسترون، ومن خلال الحفاظ على مستوى هذا الهرمون الطبيعي، فإنه يقوم بإيقاف بطانة الرحم عن السقوط، وبالتالي يؤخر الدورة الشهرية.

   ومن مخاطر تأخير الدورة الشهرية بهذه الطريقة، أن هذا الدواء يحتوي على مادة اثينيل استراديول يكون امنًا في حالة استخدامه لفترة قصيرة، ولا يجب أن يؤخذ بانتظام، كما أنه يحذر تناوله للنساء اللاتي لديهن تاريخ شخصي أو عائلي من الجلطات الدموية، لذلك لابد من استشارة الطبيب قبل استخدامه.

طرق أخرى لتأخير الدورة الشهرية

   إن تناول حبوب منع الحمل ليست الطريقة الوحيدة لتخطي الدورة الشهرية، تتضمن الخيارات الأخرى ما يأتي:

• الجهاز يوضع في الرحم يشبه اللولب ويقوم بإفراز البروجستين.
• حقن البروجستين.
• زرع البروجستين.

الاثار الجانبية

   قد تظهر بعض الاثار الجانبية في حال استخدام أيًّا من طرق تأخير الدورة، فقد تسبب الطفح الجلدي، والحكة أو الدوخة او الصداع او الغثيان.

   وهناك مضاعفات أكثر خطورة مثل تخثر الدم، أو احتباس السوائل التي تؤدي إلى انتفاخ وتورم الأرجل.

   وينصح في كل الأحوال ومهما كانت الظروف ان لا يتم تأخير موعد الدورة الشهرية وأخذ أي من هذه الحبوب إلا بعد استشارة الطبيب.

   وتجدر الإشارة إلى أن بعض النساء عليهن تجنب هذه الطرق لما لها من اثار جانبية مرتبطة بالصحة، وذلك يعتمد على رأي الطبيب، لتقييم الحالة الصحية والنظام الحياتي المتبع من قبلهن، حيث أن المدخنات اللواتي يبلغن من العمر 35 عاماً أو أكثر، أو من يعانين من مشاكل صحية مثل ضغط الدم غير المنضبط، لا ينصحن باستخدام أدوية منع الحمل مثلاً.